:

الطيب عبد الماجد يكتب : يوميات علوب...رحلة بين طيات السحاب

top-news
شركة شحن



في ذات يوم 
لما مصر كانت ( اختياري ) في المقرر ما ( إجباري ) 

زمااان قبل الحرب دي مشينا مصر رحلة كدا 
شغالين نلم في قروشا دي لينا سنة 

، أنا و ( معمر ) و( جعفر ) و( الصاوي ) و( الهادي )  ( هدهد ) 

جعفر دا مشى ( إريتريا ) أسبوعين أدبنا أدب 
نقول أي حاجه  …يقول ليك لما كنا في أسمرا ...!! 

لما  شكينا  …
ياربي ( أسمرا ) ولا ( أنقرة) 

المهم وصلنا ليك القاهرة بي ( تاركو ) الضهرية كدا وقلنا كدا نزلنا ليك …
سياح بس …

بناطيلن الجينز والنضارات دي كيف  
( كلها مضروبه طبعًا من شارع الجمهورية ) 

يازوول داخلين في الدور  …
وتسعمية دولار  مشتركين فيها كلنا ، وكل مره نطلعا نعاين ليها وندخلا تاني،  

( دي كان وقعت  تاني ( الأنتربول ) ما بجيبنا ) 

الكويسه ( الصاوي ) دا عندو  قريبو  شغال في السفارة هناك ظبط لينا موضوع ( الشقة ) قال هديه منو لينا ....

طبعًا دا الجابنا ذاتو  الشقة  ( المِلح )  دي 

المهم الحتة السكنا فيها  جوطة  وزحمة وناس تعبانه وشقيانه ....يعني نفس المأساة الشاردين منها ، 

والمصريين ديل كمان كوراك شديد ، هو الزول بكون  جنبو يعني ممكن يقول ليهو براحة كدا يا محمود، لكن لا 
يا محموووووووود  ... وله آ حوووووووووووده، 

لكن لذيذين والله تحس  إنك في  مسلسل ..!!

المهم  أخدنا لفتنا وجينا ( الشقة ) الملح دي ، لقينا ملايات مفروشة جوه  موردة كدا نصهن مسهوكات
دي غالباً  بكون رقد فيها ( رمسيس  ) 

نمنا فيها  غايتو من التعب و ( المارقوت )  يقرِص فينا الليل كلو …
نحن  ضاغطين وهو ضاغط …( مان تو مان ) 
لما  لقي مافي فايده هو ذاتو نام معانا 

، صحينا الصباح قلنا للهادي كان   في لبن هنا جبناهو معانا  امبارح ما شفتو …؟؟
قال لا  والله ماشفتوش .. !! 

هيااااا الما ( شفتوش ) 

( الهادي ) بعد يوم واحد  قلب 
( محمد رمضان )  ....) 
طلع هو ( الشفشفو ) ….

طب قول ما ( شفشفتوش ) كنا مشيناها 

قلتا لي شوف يا الهادي نحن سودانيين ما أي حاجة تانية، وأي زول داير يفهمك وعندو معاك مصلحة بفهمك …الا براهو يابا 

أنا غايتو لما زول مننا  يقول لي "دقيت عليك في الجوال"  كأنو دقاني شخصياً 

المهم يازول طلعنا ليك تاني يوم ويا ( كايرو  ) جاك زول 

معمر قال نفسو يلاقي ( مي عز الدين ) 

 ( مي ) دي ياتا فيهن ماعرفتها ..؟؟ 

ونزلنا ليك ( وسط البلد ) والدنيا دي فايرة 
ركبنا مع بتاع التكسي ترحيب حار ( كنا شوية ) 
جعفر قال لي بتاع التاكسي معليش يعني انت بتدقو بوري كتير كدا ليه .؟؟ 
بس أدانا ليك مثال حي  جا واحد خاشي الشارع 
داك عمل بوري وهو ردا  ليهو 
قال لو ما عملتش كدا  مش حينتبه وحيدخل فيا
حمدنا الله على معرفة السر 

الشارع يضج بالحركة والحياة ومصر مختلفة 
مرا سايقا  ليها ستة شفع  وشايله اتنين في صفحتا وقاطعة الشارع .....!!!

وعمك عجوز كدا البنطلون دا شانقنو  لحدي السدُر وشعرتين مثبتهم بي صمغ ولا ( غرا ) ما عارف ...
لكن حاااااايم ( الحنين ) 
دفعتو عندنا بكونو جلسو.. 

بعد شويه تسمع واحد  يقول ليك وسسسسسسع  شايل طاولتين رغيف في راسو وركب عجلة وشاقي الدنيا والعالمين دي  ومرات بسلِم 

( وهذه لايفعلها إلا ساحر ) 

الغريبه مافي زول بدقش التاني )  

إنتو ناسنا ديل ما يسألو المصريين ديل يقولو ليهم إنتو العيش دا بتلقو وين ....!!!؟؟ 

اكتر من ميه مليون ( ما شاء الله ) 

اها جاتني   ليك عجوز كدا عايزة الساهلةً 
قالت لي  ربنا ( يقوزك ) اللي في بالك يارب 

طوالي اتذكرتا ليك ( رحاب ) القيامة  بت جيرانا   قطعت   فيها عشرة   جنيه ...

والله المصريين فنانين،  حقننا  ( الاستوب ) ولا بتكلمو معاك ذاتو مشغلين ( الهزاز ) 
بس ترفع ليك شافعا كدا في شباك العربيه 

 ( دا يعني اشطفو ولا اعمل ليهو شنو ) 

ومعاها دعوات توصلك الحرم …
حقتنا مرات ولا بردو عليك يكونو فاكرنها رسوم خدمات 

أها مشينا شارع كدا لمن دعكنا عيونا ....خفنا نكون رجعنا  …!!

يازوووول سودانيين طن ( مبركنين ) في مصر  دي   

مفتكرنهم يحضنونا كدا ويسلمو علينا ويشمونا ..

 الغريبة ( شمونا ) ….
اقسم بالله ولا عاينو لينا ذاتو ...

اكتشفنا السبب إنو شدة ما كتار حاسين إنهم في  ( أبو  حمامه ) ...!!
السودانيين مشترين بي ملايين الدولارات في مصر شقق يس، واقعدوا انتو اقطعوا في الكهربا والبلد وسخانه  والمتر في الرياض  بالدولار ....والقاهرة تفتح أحضانها للجميع  ....!!

جانا قريب ( الصاوي ) دا قال مودينا (  الأهرامات ) ناس جعفر اعترضو قالو أهرامات  شنو كمان نحنا  ألمان ؟ 
جعفر قرصني بي تحت كدا قال لي ديسكو …ديسكو 
مافي 
رديت لي القرصة قلت لي …إنطما 

المهم قام  عزمنا في محل  سمك مشهور كدا إسمو ( قدورة ) 
ديل كمان أدونا  احساس انو نحن ( سُفرا ) 
يازول ترحيب رسمي وشعبي 

وياباشا ويا ( بيه ) ويا فندم ....

( الهادي ) دا وقف ( قرد  ) ( دخل في الشخصية ) 
حسا انو هو المحتفى به 

يازووول دلع شديد وخفة يد والصحانة دي اترصت كيف في ثواني .... وواحد كدا كل دقيقتين يجي يمسح الطربيزة
( ساكت كدا بدون سبب ..) 

وبمسح معاها  ( صلعة ) قريب الصاوي دا  وشابكنا ليك كل سنة وانتو طيبين   

الصاوي قال إنتو هو دا العيد ولاشنو ؟  

قريبو قال ليهو دي عشان بعدين تردوا ليهو التحيه دي في  البقشيش ...!!

مره في ( المسيد ) ماشين على مدني دخلنا مطعم كدا قلنا ليهو ماعندك غير البرميل دا نغسل يدينا ...

مشي قال للمعاهو الأولاد  ( السحاسيح ) ديل  قالو المويه تعبانه ...

داك قال ليهو اطردم طوالي .....!!

المهم كانت إجازة لذيذة ومصر ذاتا بلد حية 
وركبنا الطيارة الى الخرطوم وجعفر قال: اشتقنا للبلد شوق ما عادي...!

( الهادي )  قال ليهو الأخو كان في  كندا  …

قال أنا غايتو لو لقيت الكهربا قاطعة  برجع  بي طيارتي  دي ذاتا ...!!

( الصاوي  ) قال ليهو الكهربا ( بتقطع ) إنتا ( بتقطع ) حق التذكرة من وين تاني  ..... 

جعفر قال للهادي  إيه ياهادي ( الجبنات ) ما وحشتكش،  

الهادي قال ليهو .....وحشتني أوي أوي ) 

في عريس وعروس جنبنا في الطيارة ميتين بالضحك اتعرفنا  عليهم  وباركنا ليهم هو والعروس والونسه دقت .. 

هسا  عازمننا يوم ( الخميس ) حفلة في بيتم في ( الصحافة ) بمناسبة رجوعهم من شهر العسل والعروس قالت لينا كلمو  أهلكم ضروري يجو ....!!

( تقول لي مصر ؛ صحي الكهربا بتقطع بس المحبة شغاله ...

وإذا كانت تلك  أم الدنيا نحن   أبوها  وأبو  أي حاجه ويا أخوانا ماتنسو ( الخميس )الصحافة ...شارع شرق 
مربع 31  ولا كم ماعارف جنب بقاله اسمها ( أريج ) أي زول داير يجي طوالي يشرفنا الزول دا قال اعزمو ساكت  البيت بيتكم ....!  

( شوف المهلة دي ) 

وأخيرا وصلنا  بسلام ...!!

لقينا   ( أنور ) صاحبنا  منتظرنا  بي بره بالأمجاد حقتو وركبنا ليك كلنا جوه  

( معمر ) قال لي أنور 
ايه دا يا أبو النور  ( القو ) عندكو مش معؤووول وحش  أوي  ....إيه دا ) 

وانفقعنا  ليك بالضحك ....!! 

وأنور شغل ليك  كروان الدبيبة ( سيد خليفة ) والغنا الزي الغنا : 

الليله أب كريق عرّش مع البيّـاح/ .. أركزو يا عيال خلق العيال فضّـاح/ ما شفنا أم دريقه بتكتل التمســاح...

يازووول والله دايرين نكسر ( الأمجاد ) من الصفقة والهز وتقمصنا السودان بكل قيمة وجماله والبهاء بكل حبه لنا والفخار ...

وان شاءالله ..يجي يوم والناس تجينا وتشوف نيلنا ونخيلنا ..... !! فالنا وعديلنا ..... !! وناسنا ونحاسنا ....!!

غايتو أبو السيد وكت وصل "قالو الدود قرقر"  العربية  دي اتهزت والنار ولعت ..!!!

الصفقة دي فوق .....

والقيامة قايمة والأمجاد تتسلل في شوارع الخرطوم  المتعرجة وشمس صيف حارقة في كبد السماء  تكشف عن معدن شعب وتفاصيل أمة .....!!

وبلد يحاول الإقلاع ....!!! ️

كانت لنا أيام

شركة جريس لاند لخدمات الشحن المختلفة

هل لديك تعليق؟

لن نقوم بمشاركة عنوان بريدك الالكتروني، من اجل التعليق يجب عليك ملئ الحقول التي امامها *